مقالات الأعضاء
|
||||||||
التفاصيل | ||||||||
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:- أنصح بداية بقراءة مقالي السابق ففيه شرحت مفردات سأستخدمها في هذا المقال, والآن أترككم مع هذا المقال بعنوان: الطريق إلى الحب كثيرا ما نسمع عبارة (حب من نظرة أولى) فما هي حقيقة هذه العبارة؟ وهل يوجد فعلا حب من نظرة أولى؟ في الحقيقة يجب تصحيح هذه العبارة لتصبح (إعجاب من نظرة أولى), فهناك فرق كبير بين الإعجاب والحب, فكل حب يلزمه إعجاب وليس كل إعجاب يلزم أن يصاحبه حب. كل حب من نوع (الحب بين الجنسين) يجب أن يمر بثلاثة مراحل على أقل تقدير: 1- الإعجاب المبدأي 2- الإعجاب الناضج 3- الحب الإعجاب المبدأي في هذه المرحلة يثير الطرف الثاني اهتمام الطرف الأول, وذلك لمعايير كان قد وضعها الطرف الأول ويجدها في الطرف الذي أثار اهتمامه, فمثلا إذا أخذنا شاب يضع الجمال كأهم المعايير لاختيار شريكته, سنجد أنه إذا وجد فتاة قد وافقت معاييره الجمالية فإنها ستلفت إنتباهه وستبدأ فترة الإعجاب المبدأي. هناك نوعان للإعجاب المبدأي *إعجاب من طرف واحد *إعجاب من الطرفين في النوع الأول لا يرى الطرف الآخر إعجاب الطرف الأول به, ببساطة لأن الطرف الأول لا يحمل المعايير التي تلفت انتباه الطرف الآخر ليثير إعجابه, وفي هذا النوع لابد أن يلجا الطرف الأول إلى الوصول إلى الطرف الآخر ليعبر له عن إعجابه به فتبدأ بذلك مرحلة الوصول إلى الإعجاب الناضج. قد ينجح الطرف الأول في إثارة إعجاب الطرف الثاني بعد أن يصل إليه ويحاوره, وقد لا ينجح لأنه لا يحوي أي معيار من المعايير التي تهم الطرف الثاني فلا يكون هناك إعجاب متبادل, ويجب حينها ان يكف الطرف الأول عن محاولاته لأنها في نظري ستزيد من الفجوة ببين الطرفين. أما إذا ما حصل إعجاب من الطرفين فهو ما يسمى (بالحب من النظرة الأولى) وهو نادر الحدوث, و أكثر ما يحدث هو النوع الأول حيث نرى أن أحد الشباب أعجب بفتاة لكونها وافقت معاييره التي وضعها لاختيار شريكته ثم يذهب ليتقدم لها بالطريقة الشريعة فإذا ما وافقت عليه يسيران للوصول إلى الإعجاب الناضج, ونادر ان ترى أن شابا و فتاة قد أثارا إعجاب بعضهما البعض من أول نظرة, أي أن تكون الفتاة تحمل معايير الشاب و ان يكون الشاب يحمل معايير الفتاة في نفس الوقت, فإذا حدث هذا تكون فترة الوصول إلى الإعجاب الناضج قصيرة. الإعجاب الناضج للوصول إلى هذه المرحلة يجب أن يلتقي الطرفان ويتحاورا ليكتشف كل منهما معالم شخصية الآخر, فهنا يبدأ كل منهما برؤية الجوانب الآخرى غير التي لفتت انتباهه في اللقاء الأول, لنأخذ نفس الشاب الذي وضع الجمال كأهم معاييره, فإنه سيذهب إلى الفتاة ليتقدم لها فإذا وافقت عليه سيبدأ بالنظر في الجوانب الأخرى كأدبها وتدينها و ثقافتها ... إلخ, وهي كذلك لهذا شرعت فترة الخطوبة, ينقسم الناس خلال هذه الفترة إلى قسمين: *مغلب للمعيار الأساسي *مغلب للمعايير الأخرى فالقسم الأول حتى لو لم يجد أيا من معاييره الثانوية ووجد معياره الأساسي فإنه لن يغير رأيه وسيبقى متعلقا بالطرف الآخر, وغالبا ما تنتهي هذه العلاقة بالفشل حتى وإن حدث زواج بين الطرفين. القسم الثاني وهو الأكثر تعقلا, إذا لم يجد المعايير الآخرى في شريكه فإنه سيتوقف ويبحث عن شريك آخر, فلو أن الشاب المهتم بالجمال وجد أن تلك الفتاة لا تحسن الأدب وانها متكبرة وكان من القسم الاول واستمر في علاقته معها فإنه وبعد الزواج سيبدأ بالضجر منها, لأن ما كان يسحره وهو الجمال قد حازه بعد أول ليلة زواج وبقي له الجوانب الأخرى, وأما إن كان من القسم الثاني فلن يسحره الجمال ليغلبه على بقية الجوانب, وبالتالي سيحجم عن تلك الفتاة ليبحث عن أخرى تتوافر فيها المعيار الأساسي والمعايير الثانوية.
الحب تبدأ مرحلة الحب من اللحظة التي يزول فيها المعيار الأساسي ويظهر كل طرف على حقيقته وهي لا تكون إلا بعد الزواج, فبعد الزواج يذهب عامل الشهوة الجنسية ولا يعود مؤثرا على قرار أحد الطرفين, ويذهب سحر المعيار الأساسي سواء كان الجمال, الغنى, التدين والاتزام..... الخ فهنا يرى كل طرف الطرف الآخر على حقيقته ويكون الحكم هو العقل وتنزوي العاطفة ولا يكون لها تأثير في القرار, ومن هنا إذا ما كانت المعايير الأخرى كالوفاء, والصدق, والأخلاق, والحياء, والاحترام.....الخ موجودة في الطرفين ينشأ الحب وتنضج ثمرته ويصبح الحب يرتكز على ركيزته الأساسيتين *العقل *القلب ولذا لا نعجب إذا سمعنا عن شخصيين كانا مضرب مثل في الحب فترة خطوبتهما ثم لم يلبثا أن تطلقا بعد زواجهما, فهما من البداية كانا أو كان أحدهما من صنف (المغلب للمعيار الأساسي) ولم يهتم بالمعايير الثانوية. و أما صنف (المغلب للمعايير الأخرى) فحتى إن وجد تلك المعايير في الآخر فبعد الزواج سيذهب سحر المعيار الأساسي وسيرى إذا ما كانت المعاير الأخرى تكلفا واصطناعا أم أنها خصال حقيقة في الطرف الآخر. فإن كانت تكلفا حدث الطلاق, وإن كانت حقيقة عاشا في وئام وتوافق. على هذا يتقرر أن لا حب إلا بعد الزواج والمعاشرة الحياتية بين الطرفين بحيث لا يبقى للتصنع أي مجال ويظهر كل على معدنه فحينها فقط يظهر الحب ويزداد الترابط بين الطرفين. في الحقيقة أني اختصرت في مقالي هذا حتى لا أطيل على القارئ, ومقالي هذا يعتبر مجرد بوابة لموضوع الطريق إلى الحب ويمكن للقارئ الكريم ان يبحث في هذا المجال إن كان مهتما في هذا الموضوع. هذا وما كان من توفيق فمن الله وحده, وما كان من خطأ فمني ومن الشيطان والله ورسوله بريئان منه. وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وصحبه وسلم. (ترقبوا المقال الجديد بعنوان: قلة الجادين في مواقع الزواج) |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استغفر الله العظيم .. رب العرش العظيم .. وأتوب إليه
اضغط هنا لمشاهدة تحذيرات الامان
------------------------------------------------------------------------------------
نرجو من اعضاء الموقع الكرام عند التعرض لاى تفاهات من بعض الاعضاء او عدم الجدية الابلاغ فورا عن العضو لاتخاذ ما يلزم نحوه وللحفاظ على اداء الموقع ومكانته .. شكرا لكم
×